شادي صلاح الدين (لندن)

واصلت وسائل الإعلام الأميركية هجومها القوي على شبكة قنوات «الجزيرة» القطرية، وتقاريرها المثيرة للفتن والتي تحض على الكراهية والانقسام داخل المجتمع، مشيرة إلى أنها تواصل كتابة فصل جديد في تاريخها القبيح.
وأوضحت مجلة «ناشيونال ريفيو» الأميركية في تقرير لها أن «الجزيرة» معروفة بدعم المتطرفين والترويج للدعاية القطرية منذ نشأتها، واتباعها لمعايير مزدوجة رديئة.
وأشارت المجلة الأميركية نصف الشهرية أن مقر «الجزيرة» يقع في الدوحة، وتم إطلاقها من خلال قرض بقيمة 137 مليون دولار من الشيخ حمد بن خليفة، أمير قطر الأسبق، في عام 1996 وما زال يتم تمويلها من قبل العائلة المالكة القطرية حتى اليوم.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن حضور القناة بدأ في التفاقم تدريجياً بعد أحداث سبتمبر 2001، والحروب في العراق وأفغانستان، عندما منحت إرهابيين أمثال أسامة بن لادن أوقاتاً عبر شاشتها لإلقاء كلماتهم وإرسال رسائلهم للعالم. وفي أعقاب هجمات 11 سبتمبر، بثت قناة «الجزيرة» شريط بن لادن الذي يعلن فيه مسؤوليته عن الهجمات، مما دفع إلى التأكيد على أن «الجزيرة» التي تدعي أن جمهورها يتخطى الـ35 مليون مشاهد عبر الدول العربية، قد لا تكون القناة الرسمية لأسامة بن لادن، ولكنه بكل تأكيد نجم هذه القناة، وخاصة أنها كانت تنقل جلوس بن لادن على حصيرة، ومدفع رشاش على حجره، وظهوره على ظهور الخيل في أفغانستان، كـ«الفارس الشجاع» في العالم العربي، إضافة إلى ملصق ضخم براق لصورة بن لادن معلق على خلفية الاستوديو الرئيسي في مقر «الجزيرة» في الدوحة، عاصمة قطر.
وأوضح التقرير أن القوات الأميركية، التي اطلعت على دفاتر بن لادن بعد وفاته، عثرت على مدخل واحد قال فيه أسامة بن لادن: «الجزيرة، والحمد لله، تحمل راية الثورات».
وأكد كاتب المقال مارلو صافي «الشبكة القطرية عملت جاهدة لتعزيز حركة طالبان»، مضيفاً أنه «في تقرير بتاريخ 22 أكتوبر 2001، سمح للمجموعة بالتباهي بإسقاطها طائرة هليكوبتر أميركية في أفغانستان، حيث قام أحد عناصر حركة طالبان الإرهابية بإعلان الهجوم وانتصاره خطوة بخطوة»، موضحاً «محارب أنيق لطالبان مع عمامة زرقاء لامعة، وتحدث إلى الكاميرا بثقة وتحد كبيرين. ووعد صواريخ كروز أميركا وقنابلها بأن لا تهزم طالبان»! وقال «إذا كان هؤلاء الأميركيون رجالًا، فإنهم سيأتون إلى هنا ويقاتلون على الأرض. سنفعل لهم ما فعلناه مع البريطانيين والروس».
ولم تشكك الجزيرة في مزاعم جندي طالبان ورفضت ذكر رواية البنتاجون للأحداث من أن سبب تحطم المروحية هو عطل ميكانيكي، وليس بسبب نيران طالبان. وأضاف التقرير أن مراسلي الشبكة في كابول كانوا يصفون الهجمات الانتحارية ضد القوات الأميركية في العراق بأنها «هجمات فدائية». كما أشار التقرير إلى أن برامج القناة معظمها تحض على الكراهية وتثير الفتن، وخاصة مع اشتراك يوسف القرضاوي، المروج للأكاذيب، لافتة إلى أنه تم حظر يوسف القرضاوي، المضيف السابق لأحد البرامج، من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بسبب آرائه المتطرفة، والتي تشمل مدح أدولف هتلر والإصرار على أن قتل الجنود الأميركيين هو «واجب ديني».